2020 Laureates announced
Press releases 15.09.2020
المدافعون عن حقوق الإنسان من إيران وبيلاروس من بين الفائزين بجائزة رايت لايفليهُد (Right Livelihood) لعام 2020
وقع الاختيار على المحامية الإيرانية المسجونة الناشطة في مجال حقوق الإنسان نسرين سُتُودِه (Nasrin Sotoudeh)، والمحامي الأمريكي الناشط في مجال الحقوق المدنية بريان ستيفنسون (Bryan Stevenson)، والناشطة البيئية والمدافعة عن حقوق السكان الأصليين لوتي كننغهام رين (Lottie Cunningham Wren) من نيكاراغوا، والناشط البيلاروسي المناصر للديمقراطية أليس بيالياتسكي (Ales Bialiatski)، ومركز حقوق الإنسان غير الحكومي «فياسنا» (Viasna) للحصول على جائزة رايت لايفليهُد (Right Livelihood) لعام 2020، كما صرحت مؤسسة رايت لايفليهُد (Right Livelihood Foundation) السويدية يوم الخميس.
وتُمنَح جائزة رايت لايفليهُد (Right Livelihood)، التي تُعرَف على نطاق واسع باسم «جائزة نوبل البديلة»، للبواسل من صُنَّاع التغيير منذ عام 1980. بالاعتراف بعمل البواسل من أصحاب الرؤى وتوطيد العلاقات الفعالة في جميع أنحاء العالم، تهدف الجائزة إلى تعزيز التغيير الاجتماعي العاجل والطويل الأمد.
وقد وقع الاختيار على الفائزين بالجوائز لعام 2020 للأسباب التالي بيانها:
المحامية الإيرانية المسجونة الناشطة في مجال حقوق الإنسان نسرين سُتُودِه Nasrin Sotoudeh «لعملها ببسالة وتعريض نفسها للخطر الداهم في سبيل تعزيز الحريات السياسية وحقوق الإنسان في إيران».
المحامي الأمريكي الناشط في مجال الحقوق المدنية بريان ستيفنسون Bryan Stevenson «لمساعيه الملهمة نحو إصلاح نظام العدالة الجنائية الأمريكي وتعزيز المصالحة العرقية رغم الصدمة التاريخية».
الناشطة البيئية والمدافعة عن حقوق السكان الأصليين لوتي كننغهام رين Lottie Cunningham Wren من نيكاراغوا «لعملها المخلص الدؤوب في سبيل حماية أراضي السكان الأصليين ومجتمعاتهم من الاستغلال والنهب».
الناشط في مجال حقوق الإنسان أليس بيالياتسكي Ales Bialiatski ومركز «فياسنا» لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية؛ وذلك «لشدة عزيمتهما في النضال من أجل تحقيق الديمقراطية وإقرار حقوق الإنسان في بيلاروس».
نسرين سُتُودِه هي أول إيرانية تحصل على جائزة رايت لايفليهُد (Right Livelihood)؛ كذلك السيد أليس بيالياتسكي ومركز «فياسنا» لحقوق الإنسان هما أول الفائزين بهذه الجائزة من بيلاروس.
« اتحد الفائزون بالجوائز لهذا العام في كفاحهم في سبيل المساواة والديمقراطية والعدالة والحرية»، كما أفاد السيد أُولِه فون أوكْسكُل (Ole von Uexküll) المدير التنفيذي لمؤسسة رايت لايفليهُد (Right Livelihood Foundation). « بمناهضتهم للنُظُم القانونية الظالمة والأنظمة السياسية الديكتاتورية، قد نجحوا في تعزيز حقوق الإنسان وتمكين المجتمعات المدنية وفضح الانتهاكات المؤسساتية. وفي اختيار الفائزين بهذه الجائزة لهذا العام، يتضح تزايد حدة التهديدات التي تعترض سبيل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. وقد آن الأوان أن نجتمع، نحن، أنصار الديمقراطية في العالم بأسره، على قلب رجل واحد وأن نُسانِد بعضنا البعض».
وسيحصل الفائزون الأربعة الذين اختارتهم لجنة تحكيم دولية، على جائزة مالية قدرها مليون كرونة سويدية. وقد جاء اختيار هؤلاء الفائزين، كما في الأعوام السابقة، ضمن إجراءات علنية تضمن لأي شخص أن يتقدم بترشيح أي فرد أو منظمة للجائزة. وسيُجرَى تكريم هؤلاء الفائزين في فعالية افتراضية لتوزيع الجوائز في 3 ديسمبر (كانون الأول) 2020.
مسؤولو التواصل الإعلامي
لوسائل الإعلام الدولية: إيموكِه بيبياك (Emoke Bebiak)، البريد الإلكتروني: emoke.bebiak@rightlivelihood.org
هاتف: 84 84 333 78 41+
لوسائل الإعلام باللغة الألمانية: يوليا ناومان (Julia Naumann) ونينا تيزينفتس (NinaTesenfitz)، البريد الإلكتروني: presse@rightlivelihood.org
هاتف: 663 5763 170 49+
لوسائل الإعلام باللغة الإسبانية: نائلة الزناري (Nayla Azzinnari)، البريد الإلكتروني: nayla@rightlivelihood.org
هاتف: 9860 5460 11 9 54+
لوسائل الإعلام باللغة السويدية: يوهانس موسكن (Johannes Mosskin)،
البريد الإلكتروني: johannes@rightlivelihood.org،
هاتف: 48 11 437 70 46+
ويمكنكم كذلك الاطلاع على الصور والفيديوهات من هنا.
وتعرض الأقسام التالية مقتطفات من سِيَر الفائزين بالجائزة، ومقتبسات من أقوالهم، ووصف لجائزة رايت لايفليهُد (Right Livelihood).
المحامية الإيرانية المسجونة الناشطة في مجال حقوق الإنسان نسرين سُتُودِه
نسرين سُتُودِه محامية إيرانية تناضل في سبيل نصرة سيادة القانون وحقوق السجناء السياسيين ونشطاء المعارضة والنساء والأطفال في مواجهة النظام القمعي القائم في إيران. وتقضي حالياً حكمًا بالسجن لمدة طويلة لوقوفها في وجه النظام القانوني الغاشم للبلد. وتبقى سُتُودِه، رغم سجنها وما تتعرض له عائلتها من تهديدات، مناصرة أَبِيَّةً تناضل في سبيل تحقيق سيادة القانون.
فقد فُرضِت القيادة القمعية في إيران قيوداً صارمة على حقوق الإنسان والمعارضة السياسية. وتواجه النساء بوجه خاص اضطهادًا شديداً وقيودًا صارمة بسبب التفسير المتزمت للشريعة الإسلامية الذي تستمسك به الدولة هناك. رغم الاحتجاجات التي اندلعت في السنوات الأخيرة تأييدًا للديمقراطية والانتقاد الدولي اللاذع لتاريخ إيران في مجال حقوق الإنسان، لا تزال إيران واحدةً من أشد الأنظمة السياسية قمعًا في العالم.
وقد برزت سُتُودِه في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2009، المعروفة باسم «الثورة الخضراء» والتي اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية في البلاد. ودافعت سُتُودِه عن عدد من الناشطين الذين اعتُقِلوا ضمن حملة القمع العنيفة التي شنتها الحكومة على المتظاهرين، ومن بينهم حشمت طبرزادي، رئيس جماعة المعارضة المحظورة في إيران الجبهة الوطنية الديمقراطية(Democratic Front of Iran) . ودافعت سُتُودِه، أيضًا، عن شيرين عبادي، الناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام. كذلك، ناضلت سُتُودِه لوقف عقوبة الإعدام في إيران؛ وذلك بصفتها عضوًا في المنظمة المعروفة باسم خطوة خطوة نحو وقف عقوبة الإعدام (Step by Step to Stop the Death Penalty) (والمعروفة اختصارًا باسم LEGAM). وفي الآونة الأخيرة دافعت كمحامية عن بعض النساء اللاتي خرجن في عام 2018 وخلعن الحجاب في الشوارع احتجاجًا على القانون الصارم في البلاد، والذي يفرض على النساء ارتداء الحجاب. وشَنَّت سُتُودِه كذلك حملة لمناهضة تنفيذ عقوبة الإعدام على القُصَّر من المدانين بجرائم ارتكبوها وهم دون سن الثامنة عشرة.
وبسبب سعيها الدؤوب لتحقيق العدالة، تعرضت سُتُودِه للسجن مرات عديدة وأيضاً للحبس الانفرادي منذ عام 2010. وقد حُكِم عليها في شهر مارس (آذار) عام 2019، بالسجن لمدة 38 عامًا والجلد 148 جلدةً بناءً على تهم مُلَّفقة، من بينها نشر «الفساد والبغاء». ومع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد في عام 2020، أضربت سُتُودِه عن الطعام احتجاجًا على استمرار اعتقال السجناء السياسيين اعتقالاً تعسفيًّا في ظل الأحوال المزرية السائدة في السجون الإيرانية.
إن إصرار سُتُودِه على إعلاء سيادة القانون ونضالها الدؤوب في مواجهة القمع جعلها رمزًا للنضال في سبيل تحقيق العدالة في إيران.
معلومات من السيرة الذاتية
محل الميلاد: طهران، إيران
تاريخ الميلاد: 29 مايو (أيار) عام 1963
المؤهل التعليمي: جامعة الشهيد بهشتي (Shahid Beheshti University) (درجة الماجستير في القانون الدولي)
المحامي الأمريكي الناشط في مجال الحقوق المدنية بريان ستيفنسون
بريان ستيفنسون أحد المحامين الرواد في مجال الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، ويسعى جاهدًا إلى إصلاح نظام العدالة الجنائية في البلاد بما يكفل المساواة في الحقوق للجميع. ولمَّا كان للظلم النظامي آثاره الشديدة في حياة ذوي البشرة غير البيضاء، فقد كرَّس ستيفنسون حياته للسعي لتحقيق المساواة بين مختلف الأعراق ومناهضة الإرث التاريخي للعنصرية المؤسساتية في الولايات المتحدة. بنضاله الدؤوب على مدى عقود من الزمن للدفاع عن المُهمَّشين وأيضاً من المحكوم عليهم بالإعدام، قد مهَّد ستيفنسون الطريق للوصول إلى مجتمع يتسم بقدر أكبر من العدالة.
ويرتكز ستيفنسون في عمله على قناعته بأن العنصرية المؤسساتية بلاء أصاب المجتمع ونظام العدالة بسبب تاريخ العبودية وادعاء تفوق ذوي البشرة البيضاء في الولايات المتحدة الذين بقيا مشكلة لم تحل بعد. ويظهر ذلك جليًّا في حقيقة أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدلات للسجن في العالم ،والتي تضم الأشخاص من ذوي البشرة غير البيضاء والفقراء بشكل غير متناسب.
وقد أسس ستيفنسون في عام 1989المنظمة التي تُعرَف اليوم باسم مبادرة المساواة في العدالة (Equal Justice Initiative)، وهي المنظمة التي طالما دافعت على مدى عقود من الزمن عن المحكوم عليهم بالإعدام. وتُدافِع هذه المنظمة عن المئات أمام نظام العدالة الجنائية كل عام، ونجحت في استصدار أحكام بالبراءة أو التعويض أو النقض لصالح ما يزيد عن 140 فردًا من الذين أُدينوا ظلمًا وحُكِم عليهم بالإعدام. وستيفنسون مناهض جريء لعقوبة الإعدام. وقد دافع ستيفنسون أيضًا في عدد من القضايا أمام المحكمة العليا الأمريكية، واستطاع أن يكسبها؛ وهي قضايا عززت حقوق المصابين بأمراض عقلية أمام نظام العدالة الجنائية وحقوق القُصَّر الذين حُوكِموا وكأنهم بالغين. وكانت الحملة الرامية لإنهاء ممارسات إصدار الأحكام المفرطة، والتي غالبًا ما تؤثر بشكل غير متناسب على الفقراء وذوي البشرة غير البيضاء، والتي كانت جانبًا آخر مهمًا من عمل ستيفنسون.
كما شارك ستيفنسون ومنظمته بِجِدٍّ في توثيق تاريخ العبودية والإعدام غير القانوني والفصل العنصري في الولايات المتحدة، وافتتح متحفًا ونصبًا تذكاريًّا في مدينة مونتغمري في ولاية ألاباما. ويُمهِّد ستيفنسون بدعوته إلى اتخاذ إجراءات تشمل المجتمع كله لمواجهة إرث العبودية وادعاء تفوق ذوي البشرة البيضاء في الولايات المتحدة، السبيل إلى إجراء التغييرات الهيكلية اللازمة لتعافي المجتمع من ذلك التاريخ الطويل والعنيف من الظلم العنصري في البلاد.
بتعاونه مع المدانين والمُهمَّشين، ألقى حس التعاطف لدى ستيفنسون الضوء على القيمة المُتأصِّلة لكل إنسان؛ ذلك أن « قيمة كل واحد منا أكبر من أسوء شيء فعلناه على الإطلاق»، كما ذكر في مذكراته الأكثر مبيعًا لعام 2014، والتي صدرت بعنوانJust Mercy (الرحمة فحسب).
معلومات من السيرة الذاتية
محل الميلاد: مدينة ميلتون، ولاية ديلاوير، الولايات المتحدة
تاريخ الميلاد: 14 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1959
المؤهل التعليمي: جامعة إيسترن يونيفرستي (Eastern University)، كلية الحقوق بجامعة هارفارد (درجة الدكتوراه في القانون) وكلية هارفارد للدراسات الحكومية
(Harvard School of Government) (درجة الماجستير في السياسات العامة)
من أقوال ستيفنسون:
«إنه لشرف عظيم لي أن أحصل على جائزة بهذا القدر من الرفعة. ذلك يدعمني ويشجعني. وقد جاءت الجائزة في وقت يسوده لَبْسٌ شديدٌ وقلقٌ بالغٌ بشأن ما نبذله من مساعٍ في سبيل تحقيق العدالة في أمريكا».
«ذلك أننا في خضم دفع عجلة المشروعات التي ترمي إلى تحقيق العدالة بين مختلف الأعراق؛ وهي مشروعات من شأنها أن تدفع بأمتنا إلى التعامل على نحو أشد صدقًا مع تاريخ الظلم العنصري وغياب المساواة بين الأعراق. ومن ثَمَّ، فإن هذا الدعم سيكون عونًا لنا على المضي قُدُمًا في عملنا».
الناشطة البيئية والمدافعة عن حقوق السكان الأصليين لوتي كننغهام رين من نيكاراغوا
لوتي كننغهام رين محامية من جماعة مسكيتو (Miskito) من السكان الأصليين، وقد انبرت دفاعًا عن حقوق السكان الأصليين في أراضيهم ومواردهم في نيكاراغوا. وكان لها دور بالغ الأهمية في ضمان حمايتهم قانونيًّا، ومن ذلك بدء إجراءات ترسيم أراضي السكان الأصليين في نيكاراغوا وتمليكها لهم. كما ناضلت كننغهام في سبيل تعزيز حقوق الإنسان للسكان الأصليين وذوي الأصول الإفريقية وحمايتهم وحماية سبل كسب العيش لديهم من جور المستوطنين المُسلَّحين.
وتواجه مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، خاصة في أمريكا اللاتينية، الكثير من التهديدات، بدءًا من الاستيلاء على أراضيهم واستغلال مواردهم الطبيعية، ووصولاً إلى ممارسة العنف بحقهم؛ وهو ما يُعرِّض وجودهم للخطر. وفي نيكاراغوا على وجه التحديد، تتعرض أغلب مجتمعات السكان الأصليين وذوي الأصول الإفريقية للمضايقات من جانب المُسلَّحين من المستوطنين، مِمَّن يستغلون الأراضي لتربية الماشية وجمع الأخشاب، ويُخرِجون بذلك مجتمعات السكان الأصليين من أراضيهم الزراعية وقراهم. وبسبب تشجيع الدولة للصناعات الاستخراجية، فكثيرًا ما تتدمر الموارد الطبيعية الحيوية، مثل مصادر المياه النظيفة.
وقد استطاعت كننغهام بالاستناد إلى القوانين المحلية والدولية أن تكفل للسكان الأصليين حقوقهم في امتلاك أراضيهم في نيكاراغوا؛ وهو ما أدى إلى وضع إستراتيجيات قانونية رائدة استعانت بها مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم لترسيم حدود أراضيها. كما أثبتت كننغهام أن حماية أراضي السكان الأصليين أمر لا غنى عنه في حماية النُّظُم البيئية المحلية. وأدت دورًا مُهِمًّا في دعم حشد الجهود في مواجهة مشروع شق قناة نيكاراغوا الكبرى بين المحيطين (Nicaragua Interoceanic Grand Canal)؛ وهو مشروع حكومي تُموِّله الصين لربط المحيطين الأطلسي والهادئ؛ وهي القناة التي يُعتزَم شقها عبر أراضي السكان الأصليين؛ مما سيؤدي إلى تهجيرهم القسري وتدمير النُّظُم البيئية اللازمة لبقائهم.
ولمَّا كانت كننغهام تدافع عن شعبها بضراوة، فقد عززت أيضًا حقوق النساء من السكان الأصليين، ومن ذلك وضعها البرامج لتخفيف حدة العنف المنزلي والضغط من أجل إدخالهن في دوائر اتخاذ القرار. وتعمل كننغهام كذلك على توعية الشباب بشأن كيفية المطالبة رسمياً باحترام حقوق الإنسان لهم والإبلاغ عن الانتهاكات التي تُرتكَب بحقهم.
وما زالت كننغهام رغم ما تتعرض له من تهديدات وترهيب ثابتة على التزامها بتمكين مجتمعات السكان الأصليين وحمايتهم من القوى الخارجية التي تستغل أراضيهم.
معلومات من السيرة الذاتية
محل الميلاد: بيلوسكارما (Bilwaskarma)؛ وهي قرية لجماعة مسكيتو على نهر ريو كوكو، على شاطئ نيكاراغوا المطل على المحيط الأطلسي
تاريخ الميلاد: 29 سبتمبر (أيلول) عام 1959
المؤهل التعليمي: جامعة أمريكا الوسطى (Central America University)، ماناغوا (درجة الدكتوراه في القانون، عام 1994)
من أقوال كننغهام:
«أشعر ببالغ الامتنان لهذا التكريم، وأود أن أُعرِب عن خالص امتناني لمؤسسة رايت لايفليهُد (Right Livelihood) لتقديرها لشعبي ولفريق عملي ولي لنضالنا. بل إنني أشعر صدقًا بالتواضع لقبولي بهذه الجائزة باسم السكان الأصليين القاطنين على ساحل نيكاراغوا المطل على البحر الكاريبي، وخاصة أولئك الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن تلك المنطقة وعن أُمِّنا الأرض. هذا سيساعد على إظهار نضالنا في هذا الوقت العصيب الذي يواجه الناس فيه حالة طوارئ إنسانية وفي وقت تمر فيه نيكاراغوا بواحدة من أشد أزمات حقوق الإنسان في تاريخها».
الناشط البيلاروسي المناصر للديمقراطية أليس بيالياتسكي ومركز «فياسنا» لحقوق الإنسان
أليس بيالياتسكي ناشط في مجال حقوق الإنسان في بيلاروس. قاد حملة لدعم الديمقراطية والحريات لمدة تقارب 30 عامًا. وفي عام 1996، أسس مركز فياسنا لحقوق الإنسان في العاصمة مينسك بهدف تقديم الدعم للسجناء السياسيين؛ وهو المركز الذي صار منذ ذلك الحين المنظمة غير الحكومية الرائدة في البلاد في الإسهام في تنمية المجتمع المدني في بيلاروس من خلال توثيق الانتهاكات الحقوقية ومراقبة الانتخابات.
وكثيرًا ما يُشار إلى بيلاروس، في ظل حكم الرئيس ألكساندر لوكاشينكو، بوصفها «آخر النظم الديكتاتورية في أوروبا». وينبع هذا الوصف بصدق من حكمه المستبد الذي تُزوِّر مؤسسات الدولة في ظله الانتخابات وتُكمَّم أفواه المعارضين وتفرض فيه القيود الصارمة على المجتمع المدني؛ وما هذه المؤسسات في الواقع إلا امتداد للعهد السوفيتي البائد في البلاد. بل إن هذا البلد يتفرد من بين بلدان القارة الأوروبية باستمراره في تطبيق عقوبة الإعدام.
وقد قاد بيالياتسكي، منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حملة سلمية محايدة لضمان إرساء الحريات الديمقراطية ووضع الأسس لمجتمع مدني نشط في بيلاروس. وأطلق في هذا الإطار حملة لوقف عقوبة الإعدام. وقد قُبِض عليه، بصفته عضوًا نشطًا في الحركة الوطنية لحقوق الإنسان، وأُلقِي به في السجن بتهم مُلفَّقة، في محاولة من السلطات البيلاروسية لعرقلة نشاطه. وكثيرًا ما استهدفت الحكومة منظمة فياسنا وأعضاؤها.
غير أن بيالياتسكي ومنظمة فياسنا قد صارا قوة كاسحة في سبيل إقرار الحريات؛ وذلك بفضل جهودهما الدؤوبة الطويلة الأمد في سبيل تمكين شعب بيلاروس وضمان حقوقه الديمقراطية. وقد كان لمنظمة فياسنا، في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، ومنها المظاهرات الغفيرة الأخيرة التي اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية المُزوَّرة التي اُجرِيت عام 2020، دور ريادي في الدعوة إلى ضمان حرية التجمع، والدفاع عن حقوق الذين اعتُقِلوا بسبب خروجهم احتجاجًا، وتوثيق الانتهاكات الحقوقية. كما أن بيالياتسكي عضو في مجلس التنسيق الذي أنشأه أفراد من المعارضة والمجتمع المدني في شهر أغسطس (آب) عام 2020 بهدف تيسير انتقال السلطة سلميًّا في البلاد.
وما زال بيالياتسكي ومركز فياسنا يدعمان العديد من أولئك البواسل الذين خرجوا احتجاجًا على حكم لوكاشينكو الديكتاتوري رغم ما لذلك من أخطار تُهدِّدهم. بالتزامهما بإرساء الديمقراطية والحرية، وضع بيالياتسكي ومركز فياسنا الأسس لتحقيق مجتمع يسوده السِّلْم والديمقراطية في بيلاروس.
معلومات من السيرة الذاتية لأليس بيالياتسكي
محل الميلاد: كاريليا، روسيا
تاريخ الميلاد: 25 سبتمبر (أيلول) عام 1962
المؤهل التعليمي: تخرج عام 1984 من كلية علوم التاريخ وفقه اللغة (History and Philology Faculty) في جامعة ولاية هومييل (Homiel State University). وفي عام 1989، نال درجة الدكتوراه في الفلسفة من معهد الآداب (Literature Institute) في أكاديمية العلوم (Academy of Sciences) في مينسك.
من أقوال بيالياتسكي:
«إن حصولي على جائزة مؤسسة رايت لايفليهُد (Right Livelihood) المرموقة يُلقي على عاتقي بالمزيد من الالتزامات؛ ذلك أنني أُدرِك تماماً الامتزاج التاريخي للأوضاع؛ وأعني بذلك النضال المأساوي والرائع الذي يخوضه شعبي في سبيل تحقيق العدالة، بما فيه من تضحيات ونكران للذات، هذا الامتزاج قد كشف عن حقيقة مفادها أن العمل في مجال حقوق الإنسان في بيلاروس هذا العام قد صار ضرورياً أكثر من أي وقت مضى. وتأتي هذه الجائزة كدلالة على الدعم المعنوي لجميع أبناء بيلاروس الذين يناضلون في سبيل التغيير الديمقراطي. وآمل أن يُضفِي الاهتمام الدولي الذي يصحب هذه الجائزة المزيد من الفعالية لعمل مركز فياسنا لحقوق الإنسان، وأن يحد من الأخطار التي تُحدِق به».
نُبذة عن جائزة رايت لايفليهُد (Right Livelihood)
تهدف جائزة رايت لايفليهُد (Right Livelihood)، التي استُحدِثت عام 1980، إلى إذكاء روح الاستبسال البشري اللازمة لتحقيق السلام والعدالة والاستدامة للجميع. وتهدف هذه الجائزة إلى تعزيز التغيير الاجتماعي العاجل والطويل الأمد، وذلك بالإقرار بصنائع البواسل من أصحاب الرؤى وتوطيد العلاقات الفعالة في جميع أنحاء العالم.
وقد نال هذه الجائزة حتى الآن 182 فائزًا من 72 بلدًا.
وترى مؤسسة رايت لايفليهُد (Right Livelihood Foundation) التي تُقدِّم هذه الجائزة، وتتخذ من ستوكهولم مقرًا لها، في نفسها صوتًا للفائزين بالجائزة ودرعًا ودعمًا لهم على المدى البعيد. وتتمثل أهداف المؤسسة الرئيسية في إبراز مكانة الفائزين بالجائزة وأهمية عملهم، وحمايتهم في حال تعرُض حياتهم وحرياتهم للخطر، وتوعية الناس بشأن الحلول المُبتكَرة التي يُقدِّمها هؤلاء الفائزون بالجائزة. وتتمتع المؤسسة بمكانة الاستشاري الخاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.
ومن مميزات هذه الجائزة أنه بإمكان أي شخص ترشيح أي فرد أو مؤسسة للنظر في مدى استحقاقها. وتختار لجنة تحكيم دولية الفائزين بعد تحقيق دقيق يُجريه فريق البحث لدى المؤسسة. وعلى النقيض من معظم الجوائز الدولية الأخرى، لا توجد فئات في جائزة رايت لايفليهُد (Right Livelihood)؛ إذ ترتكز هذه الجائزة على رؤية مفادها أنه في السعي لمواجهة التحديات التي تواجه العالم اليوم، لا يمكن إدراج تلك الأعمال بالغة الإلهام والروعة ضمن أي تصنيف قياسي.